لا تخف مني .. الشاعرة سعيدة باش طبجي

أضف تعليق


 ☆●☆《لا تَخَفْ مِنّي》☆●☆

لا تَخَفْ منّي ..أنا مَا عُدتُ أشْعُرْ
و دُمُوعِي حُنِّطَتْ فِي كَهْفِ مِحجَرْ

لا تَخَفْ مِن بَوْحِ حَرفِي و اعْتَبِرْنِي
نُقطَةً فِي مَتْنِ سَطْرٍ لَم يُحَبَّرْ

اِعْتَبِرْنِي غَيْمةً في يَوْمِ صَيْفٍ
أمْطَرَتْ وَبْلًا وأنْدَاءً لِتَعبُرْ

اِعْتَبِرْني زَبَدًا في سَطْحِ مَوْجٍ
فَوْقَ شَطِّ الرَّمْلِ حَتْمًا سَوْفَ يُكْسَرْ

اِعْتَبِرْني نِسْمَةً هَبَّتْ أصِيلًا
ضَوَّعَتْ عِطْرًا عَلَى الأمْدَاءِ يُنْثَرْ

ثُمَّ هَامَتْ فِي دَيَاجِي اللّيْل وَلْهَى
.و الثُّريا عَمِيَتْ و البَدرُ مُدبِرْ

اِعْتَبِرْني نَغْمَةً في ثَغْر نَايٍ
أوْ تَرانِيمًا عَلَى أوْتَارِ مِزْهَرْ 

وَاعَدَتْ أذْنَ الهَوَى و الشِّعرِ جَذْلَى
ثمَّ تاهَتْ في المَدَى و الأفْقُ يَسْخَرْ

لاتَخَفْ مِنّي فَقَد لُقِّحتَ ضِدّي
ضِدَّ أوْهامِي و عِشْقٍ  ليْسَ يَكبُرْ

لَا تُعَاتِبْني فَأنْغَامِي نَشَازٌ
و الأسَى في بَحرِ اوْجَاعِيَ يَمْخُرْ 

و يَراعِي فِي مِهَادِ الشَّوْكِ دَامٍ
وخَيَالَاتِي مُدًى فِي العَظْمِ تَنْخَرْ

و انْتِشَاءَاتي عُيُونٌ تَزْدَرِينِي
في مَدًى يَنْزاحُ في عَيْنِي و يَحسُرْ

عن أمَانِ لا يُنَاجِيهَا  مُرِيدٌ
 تَقْتفِي خَطْوَ رُؤًى تَأْْتِي لتُدبِرْ

و قَواف نَفَقَتْ في عَتْمِ  جُرفٍ 
و الدُّجَى فِي أفْقِهِا مَا عَادَ يُقْمِرْ

فِي بِلادِ الجَوْرِ حَيْثُ الحُبُّ قَهْرٌ
و مَخَاضُ الشِّعرِ في الأرحَامِ مُعسِرْ

كَيفَ يَحلُو العِشْقُ في بَحرِ التَّجَافِي
و سَفِينُ الوَصلِ في الهِجْرَانِ  يُبْحِرْ؟

كَيفَ يَزْهُو الشِّعرُ في أسْواقِ نَخْسٍ
و قَوافِينا  عَلَى الأسْفَلتٍ  تُنْحَرْ ؟

وأغانينا سَبَايَا  كَاسِداتٌ 
لَم  تَعُدْ تَخْتَالُ فِي شَالٍ و مِئْزَرْ؟

و أمَانِينا عَلَى ظهْرِ رِيَاحٍ
صَادَرتْهَا نَحوَ غَمْرٍ فِيهِ تُقْبَرْ؟

        ☆☆☆

مِنْ زَمانٍ قَالَتْ الحِكْمَةُ دُرًّا :
"في الدّواهِي لا تكُنْ صَلْبًا فتُكْسَرْ " 
    
"و إذا مَا ضَامَكَ الدَّهْرُ اكْتسَاحًا"
"و اجْتِياحًا لا تَكُنْ رطبًا فتُعصَرْ"

و أنا ما عُدتُ لَا صَلْبًا و لا رَطبًا..
تلاشَى القلبُ منْ قهْرٍ..تفَطَّرْ

 فأنا الآنَ  هُنا نثرُ مَرايَا
مِنْ زُجاجٍ إنْْ تشَظّى ليْسَ يُجْبَرْ 

و لِذِكْرَى الأمْسِ في ذهْني  فَراغٌ 
و بِأحلامِ  غَدِي  شَيْءٌ  تكَسَّرْ
  
 قدْ رَمَيْتُ الّشِّعرَ في لَحظةِ يأْسٍ 
أوْهَمتْني انَّ حَرفِي  قدْ تَبَعثَرْ :

لنْ يَكُونَ اليَوْمَ في سِفْرِ القَوافِي 
غيْرَ بوْحٍ مَاهَ مِنْ نبْضٍ مُدَمَّرْ

يَحمِلُ الشِّعرَ عُيُونًا من رَمادٍ
في قِناعٍ منْ صَديدِ الحُزْنِ أغْبرْ

          ☆☆☆
 
َلَا تَخَفْ مِنّي فمَا عادَ لَهِيبٍي
يُشْعِلُ الشّعرَ لظًى يَصلَى ليُثْمِرْ

فَتَصَوّرْ.. ماالّذي يُمْكِنُ أن يفْعَلَهُ
 الثّلجُ بِمَقْرُورٍ  ...تَصَوّرْ

في زَمَانٍ نَفَقَتْ فيهِ السَّجَايا
و بِهِ كلُّ جَميلٍ قَدْ تَنَكَّرْ

ِلعهّودِ الوَردِ فِي رَوْضِ الأمَاني
فَتَهاوَى الطِّيبُ  طِينًا وَ تَعَفَّرْ  ☆☆☆

                 《سعيدة باش طبجي ☆ تونس 》
                           《أفريل 2022》

0 التعليقات:

إرسال تعليق

About Author

عن الكاتب

ملتقى شاعر العرب ، للشعر و الأدب

حقوق الطبع والنشر محفوظة ملتقى شاعر العرب . يتم التشغيل بواسطة Blogger.