النثر و النظم و الشعر

أضف تعليق


النثر والنظم والشعر ..
النثر: ماجاء من حديثٍ على سَجيّة النفس دون تكلّفٍ وعنايةٍ باختيار الألفاظ , وما نُظِمّ منه على علم البديع والمحسّنات البلاغيّة من طباقٍ وجناسٍ وسجعِ واستعارات وتشبيه أطلقَ عليهِ النقّاد اسم النظم او الكلام المنظوم او النثر الفنّي ومن ألوانه النثر الإجتماعي والصحفي والأدبي والخطابة والرسائل والوصايا والحِكَمة واستلهم الأدباء العرب من الغَرب القصّة والمقالة والرواية والمسرحيّة وأبدعوا في نظمها وللنثر الفنيّ الحظّ الأوفر من اهتمام النقّاد كونه عكس الشعر مستفيض المعاني وواسع التعبير بكافّة المجالات والمواضيع , ولم يأتِ أحد من النقّاد القدامى على ذكر ما يسمّى بالقصيدة النثريّة أو الشعر النثري لحصرالشعر بالوزن فقط .
هنا تكمن أيضا أهميّة الشعر وخلافه عن النثر بمقدرة كاتبه رغم تقيّده بصدرٍ وعجز ووزنٍ وتفعيلات وروى وقافية أن يفصح عن مأربه بألفاظٍ مكثّفة المعاني مستعينا بخياله وجزالة ألفاظه واعتماده على الوصف والتشبيه والإستعارة  ضمن قالب الشعر .
الشعر : هو الكلام الموزون المقفّى الذي يداعب الوجدان ويرقّ القلب لسماعه ويحوّل حاسّة السمعِ إلى بصر بتصويره لمشاهد من خلال وصفٍ دقيقٍ أو استعاراتٍ مجازيه بالوصف والتشبيه كقول عنتر ابن شدّاد :
وَلَقَد ذَكَرتُكِ والرِّماحُ نَواهِلٌ  - مِنّي وبِيضُ الهِندِ تَقطُرُ مِن دَمي
فَوَدَدتُ تَقبيلَ السُيوفِ لأَنَّها - لَمَعَت كَبارِقِ ثَغرِكِ المُتَبَسِّمِ
والشعرما ابتعد عن الحشو الزائد وركّز بالمعاني وتأنّى باختيار الألفاظ كقول امرئ القيس ببيته على الطويل :
قِــفَـا نَـبكِ مِـن ذِكـرى حَـبـيـبِ ومَـنزلِ
بسَقطِ اللّــــوى بين الدَخُـــولِ فَــحَومَلِ
لقد جمع هذا البيت بشطريه مايشقُّ على الناثر جمعه بعدد الألفاظ ففي صدره :
ـ وقف واستوقف صحبه
ـ بكى واستبكى من حوله
ـ ذكر فيه الحبيب مسترجعا ذكرياته معه وأتى على ذكر منزله أيضا , وكلّ هذا بشطرٍ واحدٍ
وفي شطره الثاني ( بسقط اللّوى ) جمع فيه بين رمال المكان الساكنة والتي كانت تدور وتلتوي بالرياح عند المنزل ومن مقاصده ايضا بالعبارة وصف النار التي كانت تتطاير شراراتها أمام المنزل كعادة العرب اشعال النار امام المنازل والدّخول وحَومل منطقتان تحيطان بمضاربِ تلك القبيلة .
وقد اعتمد النقّاد على سبعة معاييرلجودة الشعر  يتمّ وفقها تقّييم النص وقائله وهي كما ذكر أبو علي أحمد بن محمد المرزوقي تنقيحا لما ذكره الآمديّ والقاضي الجرجاني من قبله وهي :
1- شرف المعنى وصحته، 2- جزالة اللفظ واستقامته، 3-الإصابة في الوصف، 4 - المقاربة في التشبيه، 5- التحام أجزاء النظم والتئامها على تخير من لذيذ الوزن، 6 - مناسبة المستعار منه للمستعار له، 7- مشاكل اللفظ للمعنى، وشدة اقتضائهما للقافية حتى لا منافرة بينهما .
تلك مقدمة وبمشيئة الله نستعرض وإيّاكم لاحقا خلاصة ما يهتمُّ بمعرفته كلّ شاعر من علم البديع والمحسنات والبلاغة .
محمد بايزيد

0 التعليقات:

إرسال تعليق

About Author

عن الكاتب

ملتقى شاعر العرب ، للشعر و الأدب

حقوق الطبع والنشر محفوظة ملتقى شاعر العرب . يتم التشغيل بواسطة Blogger.