شهيد العلم والعرب .. الشاعر جمال ابراهيم الحلبوسي

أضف تعليق
*** شَـــهيدُ الــعِـلمِ والــعَـرَبِ ***
معلّقة شـعريـّة من مائة وسبعة أبيات , ومـلحمة إنسانـيّـة جاءت فصولها جيّاشةً وفيّاضةً من وجدان شاعرنا الكبير ابن الفرات وسليل عذوبته , نجلُ العراقِ وشقيق بلاغته , شبل العروبة ونسيب أصالتها , الشاعر اللواء المهندس ** جمال ابراهيم الحلبوسي **
في رثاء شهيد فلسطين والعرب والعلم والعلماء الدكتور المهندس / فــادي البطش / الذي اغتالته أيادي المكر والإجرام بالموساد الصهيوني الآثم والضالع بالإجرام بعد سطوع نجمه بالمحافل العلميّة والإختراعات المهنيّة .
أمام عجز العالم بأسره عن إحقاق الحقِّ لأهله وذويه فلتكن أقلامنا شوكةً في عيون أذيال صهيون ومدادنا سمّا زعافا يسقم أجوافهم ويتلف أنفاسهم وذاك أضعف الإيمان نصرةً لأرواح شهداء العزّة والكرامة من أهلنا في فلسطين الأبيّة الصامدة رغم تآمر طغاة الكون عليها .
الساحة لكم شواعرنا شعراؤنا الأفاضل من شاء منكم الإضافة فليغن صفحات التاريخ ويزيّنها برونق حروفه لطالما كان الشعر ديوان العرب وناقل الأخبار للأجيال .
إدارة ملتقى شاعر العرب .

شهيد العلم والعرب
الى روح الشهيد الفلسطيني الدكتور فادي البطش ...
1. هَدّئْ من الروع ما أشجاك أشجاني - وأربأ بنفسك من شجو ٍ وأحزان ِ
2. وأمسحْ دموعك سيل الدمع يكشفها - واكتمْ ، عدوك يحصيها بميزان 
3. ثبت خطاك  فلا ادمتك واقعة - ولم تضرّج ْ ولم تسقط ْ كـقــربان
4. وكن كمثلي قتيلا ً فوق مصطبة – سُجّى و يأمل في الآتي بــأكــفـان
5. وكن قريني نسى الدنيا و طــلّقها -  وأبدل ْ زمانـك من حــر ّ لعبدان
6. وأجعل ْخطاك قويم الجسم ممتشقا - خطو العساكر إيـقـــاعٌ بأوزان ِ 
7. وامـش ِالهوينا خـفيفا نقل أرجله - مشي المـلوك بإيـقـاع ٍ و مـــزدانٍ
8. كذا الحياة بأرض أنت سيدها -  وتشمخ الأنف ُعن قاصٍ وعــن دان ٍ
9. نرقى و يحسدنا من كان أمثلهم - لكي يرونا بطيب العـيــــشة الهاني
10. يا فادي البطش ما هانت مصيبتنا - لكن إذا فرحوا أو سُـرَّ عدواني
11. نبدلُ الحزنَ في أضرى مكابرة ٍ - ورغم أوجاعـنـا نـزهـو بـألـوان
.....
12. يا فادي البطش هَم ُّ القوم أثقلنا - كـذي جـنـاح ٍ بـلا عزم ٍ وإمكـان
13. تبدلت يا أخي أحوال أمـتــنـــــا  - ترنح الشرق مهزولا كــسـكران   
14. هذي مصيبتنا لا فجر نرقـبــــه -  وكل مـا نــــدعي أطماح غـلمان
15. مثل الذين انتخوا خابت مطامحهم  - لما يساس وما يجـري بخذلان
16. أرى الشعوب إذا قامت مطالبة ً -  تنــاوشـــتها يد ُ الباغي بـبــهتان
17. همْ والأعادي وذو شرك ٍ يحذرني – كـفـى الـتـمـسك يا هـذا بأديان
18. تلومني أنني ما زلت معـتـصمــا -  بـحــبـل ربي وما أبدلت إيماني
19. بَلى لـتـــعلـمَ يا هذا ومن معكم  -  ومن تـمـــــسك في أذيال شيطان 
20. طيشوا فسادا ً و احقادا ً ومهزلة ً -  فـلا يـــدوم لكـــــم ظلم ٌ ببلدان
21. لا أنت فرعون لا النمرود لا تَبَع ٌ - ولا هرقل ولا كسرى برومان
22. تفرقوا وانتهى حكم و مملكة   - وليس من أثــــــــر ٍ باق ٍ و تيجان
23. عشْ ما تشاءُ فإسرائيلُ مقصدنا –  وإن ّ مـوعـدنا صبـح ٌ لـدفّـــان ِ
24. لا صفقة القرن لا بيع لمقدسنا – لا يشترِ القدس ذو عجل ٍ وبعران
25.  خذ ما تشاء من الدنيا وزيـنتها – ومن ورود حديـقـات و أغصان
26. ولترتقي القمة الأعلى على كِبرٍ – حـتى نُـدحرجُ أعلاكـم بـوديـان ِ
27. هي البلاد بلادي كيف تملكها –  ولـن تـبــدل َ يـا هـــذا بــأوطـان
.......
28. يا طالع الشر من صهيون منبعه - يزايدون على بيعٍ  بـــدكـان ِ
29. كم تقتلون بلا خوف ولا وجل ٍ -  وليس يـردعكم عدل ٌ بـمـــيزان ِ
30. عدّوا معي كم من الآلاف إذ قتلوا – بـبــارد ٍمن دم ٍ لهوا ً كسلوان
31. لمن يقاوم محتلا فـتــصفعه -  كــــــفٌّ من الغدر أو بطش لسلطان
32. فهل أعددُ فرسانا لنا سقـــــطوا - ذوي المحافل من أصحاب غسان ِ
33. أمِ الكماليـــن  لا تنسى مواقفهم –  أهل الفخار لـنـــجارٍ  و عدوان ِ
34. من الرجال ومن نسوان بلدتـنـا  - وكـل ّ أم ٍّ كـفـدوى بـنـت طوقان
35. من السجلات والموساد يحصدهم -  حَـز َّالمناجل حشّا دون نقصان ِ
36. فكم بقبرص أو باريس من قتلوا – هذا بـقـنص وذا تـفجير بـنـيــان ِ
37. ومن بغدرٍ مضى مستلقيا ًجدثاً – مضرجا ً بالدما في أرض يونـان ِ
38. ومن بتونس قد راحت لـتـقـتـلـه  – من الكمندو بِــبـُطلان ٍ و خذلان ِ
39. ومن يقـارع ُ طغيانا ً بـدائـرة ٍ -  يسقى من الموت كـاسـات بـلـبـنان 
40. ومن ترجل من أبطال أمــتـــنا – في قصف طـائرة أو قذف َ أوزان ِ
41. أم شيخنا أحمد ٌ في غزة ٍ هدفا – نـالـــــــته قاصفة ٌ للـمُـقْـعَـد الفاني
42. أو من تسمم في طوق له فرضوا - وحاولوا طمس ما حاكوا بكتمان ِ
43. كم ينكرون وبالأرهاب قد لصقوا -  مـحـــاولـيـن بأعــلام ٍ و إعلان ِ
44. ويفرطون على الأهلين إن خرجوا – كما الذئاب إذا جارت بقطعان ِ
45. لا يرحمون صغيرا ً في مداهمة -  والحقد غطّى على أفعال أنسان ِ
46. عثوا بارض فلم يبقوا بها خَضِرا ً – ولا مــرابع للأطـيـار والضان
47. كأنما الإنس ُإلاّ مـن سلالتهم  -  و ربما لحقـــوا من ذاك في الجان ِ
48. لم تبقَ من آية  التوراة صادقة  -  لـلــمـاكريـن  بإنـجيـل ٍ وفرقـان ِ
.....
49. يا فادي البطش لا صابتك قارعة - ولا أطاحت بذاك الأسمر الحاني
50. أقصى المغارب لم تشفع لراحلنا -  ولا الـمشارق في دار بآســيــان 
51. جئنا بدمع عيون فاض من دمنا  - ولاعجُ الصدر مشبوب ٌ بـنـيران
52. و حالنا تصطلي حمّى لـفـقـدكـم ُ  -  ونحـن آلامـنا تـسـري بـأبـدان
53. تقطعت ْ أنفس ٌ ثكلى لمصرعكم -  وصار يجري وريد قبل شريان
54. صرنا نقلب أسماء ً لمن رحلوا -  وبعضها مودع ٌ ما بـيـن قضبان
55. هنا لنا أمل يوما بـرجـعـتـهـم  -  و هاهـنا شـارك الـمـوتى بـكـثبان ِ
56. إذا قضى رجل ٌ قـمـنـا لـنـنـدبه -  ومن يـعـش ْبـيـنـنا باقٍ بنسيان
57. لنا بغزّة في الآهات توأمةٌ- ما بينَ صهيونَ سِيقوا أو أَمَركان
58. و أخوة ٌ حولهم عاثـوا بملعـبـهـم  - مُـفـرّقـيـن لـصـلـبـان ٍ و أوثـان
59. نسوا العروبة والاسلام والتفتوا  - الى الحرير وما يزهو و مرجان 
60. أذا نظرت لهم ما كان أجـمـلـهم  - وإن دعـوت تـولـوا دون إتـيــان
61. هذا يميل الى غرب و يعبدهم   -  وذاك يمرح في شرق و علماني
62. في كل عام ٍلـهـم يـوم ٌ لـقـمـتهم  - يا لـيـتـها قـمـة بـل قـعـر قـيـعان 
63. تشاروا أمرهم في ساعة و مضوا - كل ٌّ الى غيّه يمضي و هجران
64. ترى العداوة والبغضاء حاضرة ً  - بلا لسان ٍ على طرف ٍ و أجفان ِ 
65. فمن لنا و شعوب الارض هانئة ٌ - و حالنا البؤس في أمواج طوفان
66. وأبشعُ الكُره حولـنــاه مجتمعا ً  -  لبعضنا البعض حتى نُسلم الجاني
67. صار التناحر في الاخوان يسكننا - كـمــا الوحوش بلا عقل كحيوان ِ
68. سطى على أخوة ٍ جهرا ً فمزقهم - وهـكـذا البطـل الـمـهيوب والفاني
69. أردى عدوا ً له من دون مرحمة - وحطّم َ الركن عن سقف وجدران ِ
.....
70. يا فادي البطش نار الصدر لاهبة ٌ - تدور في أضلعي قصفا كشهبان
71. من غادرٍ ماكرٍ في خسة وفدوا  -  لقاصد غابش ٍ من جُـحـر جرذان   
72. أني لنعرف هـذا الغدر يـشـبـهه    -  من ( تلْ أبيبَ)  بتخطيط ٍ و إذعــان   
73. ولم أزل ذاكراً أحــداث مـاثــلة ً - ومن مضى عمره ما بين قضبـان
74. أو ذلك المـبـدع الـرسـام يرهبهم -  مـا خـط ّ من ريشة ٍ أفكارَ فـنّان
75. يا راية القدس ما رفْـرفـتِ عالية  -  إلا بـروح شـهـيـد ٍ فـوق أركان
76. ولن تغيب لنا الراياتُ ما تـلفوا - ولا الصواري ولا قبضات فرسان
77. لنا المعـزّة والأرواح  طاهــرة  - لا جـيـفة سـقطت كالثيب الزاني
78. هي الشهادة عنوان ٌ لأكـــرمنا  -  أكرم بها فخرنا حســـنا ً بعنوان
79. وكيف نقبل ُ أي الأرض تقبرنا  - إلاّ فلسطينَـنـــا ، ليست لعبراني 
80. ان مات مِـنّـا فتى تهـتـز أعمدة  - وتـسـتـباح مـبـان ٍ فـوق عـمدان
81. لأنه البشر القديس مرتحــل ٌ  -   نحو الســماء بثوب احمرٍ  قاني
82. سيعلمون ومن خانوا ومن سكتوا -  عـن الدفاع بأن الموت أحياني
83. روحا ً تتوق بأمر الله نـســرجها  -  بـأيّ مـفـخرة ٍ جَـلّت و ميـدان
84. وأن تكن أمة ٌ ماتــت ضمائرها -  وإن عـــلا زبد ٌ من فوق أدران
85. وان تـغــير أهلونـــا وإن رحلوا  - وطاف فيها غريب ٌ دون سكان
86. فلن يعيشَ عــدو ٌ في مـزارعـنا  -  ولـن يُـــدام َ بـزيتـون ورمان ِ
....
87. أني من الهم يا فادي أوزعه – بين الصحارى و أمصار ٍ و خلجان
88. أبحرت قبلك من ضيم يروعني -  والـبـحر يـسـألـنـي عـمّـا تـبلاني
89. فهل أقول له  بعض الأذى عربي –  ومن أتاني به أهـلي و خـلاني
90. وهل أقول له هم ْ جل ّ مشكلتي –  وهـل أقـول الـــــذي آذاك آذاني
91. ما كنت تحسبهم أهلاً بكم غدروا – كما بنا غدروا من دون حسـبان ِ
92. ومن ينادي فلسطينا فهم كذبوا -  ما كان أكـذب مـن يدعو ونــاداني
93. يا فادي البطش ذي أرواحنا اتصلت - بخير ما فطرت روح ٌببرهان ِ
94. صفت بلا كدر ٍ لــلــه  خالـقـها -   والعقل يـرفـعها في منتهى الشان ِ
95. أخا ً شهيدا ً مضى روحا ً ترافقها –  ملائــك الله في طـهـر ٍ لرحمن ِ
96. وكيف لا ترتقي والله يـقــــبلها -  مـن الـغـريـب وذي نـور ٍ وتـبـيـان ِ
97. سَبَـقْـتَ مَخْرَجها بالحب تعـمـرها – سُـقْـيا بـبـرٍّ و أيـمان ٍ و إحســان ِ
98. تجود وِرْدا ً بتسبيح ومحـمـدة ٍ – مع الصلاة و تـهـلـيـل ٍ و شـــكران ِ
99. ما فاجأ الموتُ روحا ً انت تحملها -  إلا ّ وكـنـت لها كــاس ٍ بغفران ِ
100. أشبعتها فَرَوَتْ من كل ضامئة ٍ – صــــدق الحديث ومن آيات ٍ قرآن
101. عهد ُ المحب ّبركب الله ملتحق ٌ – من غير زيغ ٍ بــفضل الله سلمـان ِ
102. مضت جموع ولا زالت مهرولة – منا جموع ٌ إلى ربٍّ  و مــــنّـان ِ
103. من إلف عام ٍ ونصف الالف يتبعه – ونحن دون حســـابات ٍ لأزمان ِ
104. لكن موعدنا في يوم ِ آخـــرة ٍ – لصاحب الفضل من خير ٍ وعـرفان ِ
105. عند العظيم الذي رحْماه قد سبقت - من غير مظلمة ٍ من غير نكران ِ
106. سنلتقي يا أخي والحوض يجمعــنا - مع النبي ّ أصـيل النسـل عـدنان ِ
107. فإن سبقت َ فهذا الخير من يَـدكم – و إن لـحـقـنـا فـهـذا فـضـل ديّـان

جمال ابراهيم الحلبوسي

0 التعليقات:

إرسال تعليق

About Author

عن الكاتب

ملتقى شاعر العرب ، للشعر و الأدب

حقوق الطبع والنشر محفوظة ملتقى شاعر العرب . يتم التشغيل بواسطة Blogger.