شاعر وقصيدة .. الشاعر طالب سليمان الشنتوت

أضف تعليق
شاعر و قصيدة

نجواكَ عطرٌ أمْ يراعُكَ عنبرُ
أمْ انتَ نخلٌ بالقصائدِ يزهرُ

و تساءلتْ لمّا ارتجلتُ قصيدتِي
هلْ أنتَ منْ رحمِ القصائدِ أبحرُ

يا مثملَ الكلماتِ كيفَ جعلتَها
خمراً سلافاً بالفصاحةِ تُسكرُ

أسكرتَ حتى الحرفَ حينَ نظمتَهُ
فكأنه   عذبٌ   زلالٌ    كوثرُ

هل أنتَ منْ هذا الزمانِ و كيفَ لمْ
يمسسكَ في زمنِ الفسادِ تغيرُ

فأجبتُها بالصدقِ كلُّ  قصيدةٍ
تسمو و تمتلكُ القلوبَ و تظفرُ

إني عشقتُ قصيدتي فكأنَّها
بينَ  القصائدِ  مهرةٌ  تتبخترُ

و كأنَّ همسَ أناملي  إذ لامسَتْ
جسدَ القصيدةِ أعينٌ تتفجرُ

وكأنَّ أسرابَ الحروفِ عنادلٌ
بالشوقِ تشدو للسطورِ وَ تنقرُ

و مراكبُ الكلماتِ فوقَ مدادها
ترنو إلى أفقِ الغرامِ و تبحرُ

إن غبتُ ظلتْ في المجالسِ درةً
عصماءَ تنبضُ بالبيانِ و  تزخرُ

أو عدتُ ترفلُ و العبيرُ  بِثوبِها
و بلهفةٍ تُصغي إلي و تنظرُ

ما كلُّ موزون الكلامِ قصيدة
أو كلُّ ركنٍ    للخطابةِ  منبرُ

أو كلُّ فاتنة العيونِ و إن بَدتْ
حوراءَ تعرفُ ماالطريقُ وتبصرُ

همسَتْ ألستَ تُحبني فأجبتها
أَوَ تسألينَ و أنتِ مِنِّي أخبرُ

أَوَلستِ كلِّ  مشاعري و فصاحتي
أنا   عشقكِ  الأزلي   لا  أتغيرُ

و قَرَأتُ في لغةِ العيونِ تساؤلاً
هل حبُّ أرضِ الشامِ عندكَ أكثرُ

فأَجبتُ إنَّ الشامَ ضادُ عروبتي
و الحبُّ يورقُ في الشآمِ و يثمرُ

لولا الشآمُ لما ارتجلتُ قصيدتي
و لكانَ  غصني  يابساً لا  يزهرُ

من لم يحبّ الشامَ ليسَ بعاشقٍ
هو  مجرم ٌ بجريمة ٍ  لا  تُغفَرُ

إنّي أحبُّكِ  غيرَ أنّ محبتِي
للشامِ  منْ كلِّ المشاعرِ أكبرُ

                          طالب سليمان الشنتوت

0 التعليقات:

إرسال تعليق

About Author

عن الكاتب

ملتقى شاعر العرب ، للشعر و الأدب

حقوق الطبع والنشر محفوظة ملتقى شاعر العرب . يتم التشغيل بواسطة Blogger.